عبد الفتاح احمد
المدير العام للمنتدي
عدد المساهمات : 454
نقاط : 144638
العضوية : 0
12/04/2011
العمر : 39
 | | موضوع: أهل موسى عليه السلام الجمعة أكتوبر 07, 2011 8:18 pm | |
| أهل موسى عليه السلام
حكى الله جل ثناؤه لنا قصة موسى عليه السلام فى مدين وكيف اختاروه زوجا كفأ؟ وما الصفات التى أهلت الفتاة الكبرى ثم الصغرى لأن تكونا زوجتين لرسول الله عليه السلام؟
صفات الزوج : الصلاح ؛الأمانة؛القوة (اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِىُ الأَمِينُ )
صفات الزوجة: الصلاح ؛ الحجاب ؛ الأخلاق
وتحدثنا ابنة العبد الصالح عن صفات موسى عليه السلام فتقول لأبيها
(يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِىُّ الأَمِينُ)
فقال :يا بنية ما علمك بأمانته وقوته ؟ قالت: أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة رجال وأما أمانته فقال :امشى خلفى وانعتى لى الطريق فإنى أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لى جسدك .
ولنستمع إلى قصة زواج سيدنا موسى عليه السلام أسبابها وكيفيتها وعوامل نجاحها .
أبطال هذه القصة :سيدنا موسى عليه السلام
بنتا العبد الصالح رضى الله عنهما { صفورا وشرفا}
العبد الصالح أو نبى الله شعيب عليه السلام
وقد اختلف المفسرون فى هذا الرجل من هو؟
على أقوال :أحدها أنه شعيب النبى عليه السلام الذى أرسل إلى أهل مدين وهذا هو المشهور عند كثير من العلماء وقد قاله الحسن البصرى وغير واحد ورواه ابن ابى حاتم حدثنا أبى حدثنا ابن عبد العزيز الأودى حدثنا مالك بن أنس أنه بلغه أن شعيبا هو الذى قص عليه موسى القصص قال (لاتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
وهذا الأثر ضعيف .
وقد روى الطبرانى عن سلمة بن سعد العنزى أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : مرحبا بقوم شعيب واختان موسى
وهذا الحديث باطل
وثانيها : أنه ابن أخى شعيب
وثالثها : أنه رجل مؤمن من قوم شعيب
ورابعها : أن شعيبا عليه السلام كان قبل زمن موسى عليه السلام بمدة طويلة لأنه قال لقومه (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ )
وقد كان هلاك قوم لوط فى زمن الخليل عليه السلام بنص القرآن الكريم وقد علم أنه كان بين الخليل وموسى عليه السلام مدة طويلة تزيدعلى أربعمائة سنة كما ذكر غير واحد .
وما قيل إن شعيبا عاش مدة طويلة إنما هو والله أعلم احترازا من هذه الأشكال ثم من المقوى لكونه ليس بشعيب أنه لو كان إياه لأوشك أن ينص على اسمه القرآن ها هنا وما جاء فى بعض الأحاديث من التصريح
بذكره فى قصة موسى لم يصح اسناده .
ثم إن الموجود فى كتب بنى اسرائيل أن هذا الرجل اسمه ثيرون والله أعلم قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ثيرون هو ابن أخى شعيب عليه السلام ,
وعن أبى حمزة عن ابن عباس قال : الذى استأجر موسى هو يثربى صاحب مدين
خرج موسى عليه السلام من بلاد مصر هاربا مطاردا خائفا حتى وصل إلى بلاد مدين بالأردن وأثناء جلوسه عند ماء مدين رأى هذا المشهد العجيب ماهو؟
امرأتان معهما أغنام تبعدان الأغنام عن القوم حتى يمضى الرجال ثم تقومان بسقى الأغنام هكذا كانت هاتان الفتاتان لا ترضيان الاختلاط بالرجال وهما المتحجبتان اللتان اضطرتهما الظروف القاسية للخروج من أجل سقى الأغنام ولو كان فى البيت رجل يقوى على سقى الأغنام ما خرجت الشابتان إلى العمل .
هنا انطلق موسى عليه السلام يسأل وقلبه يتلألأ فرحا بأخلاق هاتين الفتاتين : ما خطبكما ؟ قالتا: لانسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فأعلنتا أنهما لا تختلطان بالرجال وأوضحتا سبب خروجهما إلى العمل الذى ليس فيه كشف العورة أو وقوع فى محرم فسقى موسى عليه السلام لهماالأغنام.
وصلت الفتاتان إلى المنزل وأخبرتا والدهما بما حدث من موسى عليه السلام فأمرهما بدعوة موسى إلى بيته لإعطائه أجر السقاية فوصلتا إليه وجاءت إحداهما تمشى على استحياء أى لم تكن ولاجة خراجة تضع ثيابها على وجهها قالت: إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا.
هكذا كلمات محدودة تؤدى المعنى المطلوب وتقف عند المقصود وهذه ذروة الحياء .
** حياء فى الكلمة .
** حياء فى نطق الكلمةوالتلفظ بها .
** فلا ضحك ولا قهقهة ولا ابتسامة ولا نظرات مثيرة وحركة للجسد وحياء فى قدر وعدد الكلمات فلا ثناء على النفس ولا حديث مطول وسار موسى معها وكان من قوله لها : امشى خلفى فإنى امرؤ من عنصر إبراهيم لا يحل لى أن أرى منك ما حرم الله علىّ
وهذا يعلمنا أن سبب اشتعال نار الشهوة عند الشباب إدامة النظر إلى الصورة العارية لذا يجب عليهم تجنب وسائل الاعلام التى تعرض هذه الصورة.
فمن الواجبات على المؤمنات الصادقات أن يتشبهن ببنتى العبد الصالح ولا يكن كنساء العصر المتبرجات السافرات.
وصل موسى إلى الشيخ الكبير وقص موسى عليه قصته فى مصر فأدرك صالح مدين بفراسته أن هذا أحق الناس بنكاح إحدى ابنتيه.
وعرض صالح مدين على موسى عليه السلام أن يتزوج بإحدى ابنتيه وقد اعتاد الصالحون على عرض بناتهم الصالحين فقد عرض عمر رضى الله عنه ابنته حفصة على عثمان وأبى بكر وعرض سعيد بن المسيب ابنته على تلميذه عبد الله بن أبى وداعة وكان بعضهم ينتهز الفرص للفوز بالزوج الصالح كما فى هذه القصة:
كان أحد الصالحين واسمه ثابت بن إبراهيم يسير ذات يوم فى طريق ما اذ سقطت تفاحة من بستان فأخذها وأكل نصفها وتذكر أنها ليست من حقه فدخل على البستان وقال : أكلت نصف تفاحة فسامحنى فيما أكلت وخذ النصف الأخر فقال البستانى : أنا لاأملك السماحة فالبستان ليس ملكى ولكن ملك سيدى قال :وأين سيدك حتى أذهب إليه وأستسمحه ؟ فقال له بينك وبينه مسيرة يوم وليلة .
فقال :لأذهبن إليه مهما كان الطريق بعيدا لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال (كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به )
وذهب إلى صاحب البستان وطرق بابه وفتح له الرجل الباب وبعد أن سلم عليه قال له : سامحنى فيما أكلت من التفاحة وهذا نصفها فنظر إليه صاحب البستان وقال : لن أسامحك إلا بشرط واحد فقال ثابت :وماهو؟ قال :أن تتزوج ابنتى ففرح ولكن الرجل ذكر له أنها عمياء بكماء صماء مقعدة فقال ثابت : قبلت خطبتها وسأتجر فيها مع ربى ثم أقوم بخدمتها ثم أتى أبوها بشاهدين فشهدا على العقد.
وإذا بصاحب البستان يدخل ابنته الحجرة المعدة للزواج ودخل عليها ثابت وقال : سألقى عليها السلام وأنا أعلم أنها صماء لترد على َّ الملائكة فألقى عليها السلام فردت عليه ووقفت ووضعت يدها فى يده فقال : ماذا حدث ردت السلام اذا ليست بكماء وسمعت السلام اذا ليست صماء وقامت واقفة اذا ليست مقعدة ومدت يدها اذا ليست عمياء فقال لها : ان أباك قد أخبرنى أنك صماء بكماء مقعدة عمياء ولم أر ما أخبرنى به فأجابت :إن أبى قد أخبرك بأنى عمياء فأنا عمياء عن الحرام لأن عينى لا تنظر إلى ما حرم الله صماء عن كل مالا يرضى الله بكماء لأن لسانى لا يتحرك إلا بذكر الله مقعدة لأن قدمى لم تحملنى إلى ما يغضب الله ونظر ثابت إلى وجهها فكأنه القمر ليله التمام ودخل بها وأنجب منها مولودا ملأ طباق الأرض علما انه (الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان)
وأخيرا تم زواج موسى عليه السلام من ابنتى العبد الصالح وسار بهما إلى مصر بعد أن عمل أجيرا فى مدين عشر سنوات وحدث فى مصر ما حدث من ظلم فرعون وجنوده وصبر موسى وأهله.
| |
|
